البوست ده منقول للأهمية من أستاذ شريف للناس الي فاكر انها وردي
بس ده ميمنعش انك لازم تفكر في الهجره برضو
قبل ما تهاجر استراليا إقرأ المقال ده ضرورى
-----------------------------------------------
مبدأياً كدة ومن قبل ما تقرأ ، انا مش هدفى من المقال ده انى اقولك استراليا حلوة ، اخلع من عندك يا
معلم ، ولا هاقولك هاتسافر و تسيب مصر لمين ... بس ناوى احكيلك على بعض الصعوبات النفسية اللى
واجهتنى انا و اغلب اللى وصلوا قريب و بالذات فى موضوع الشغل و مش هاتكلم عن المميرات الكتير هنا
لأن دول هيحتاجوا عشر مقالات لوحدهم ..
اتفقنا ؟ لو اتفقنا كمل المقال ..
انا عشت 38 سنة فى مصر وطلعت منها على استراليا عدل من غير ما اعيشلى كام سنة فى السعودية او
الخليج ، و بقالى هنا فى استراليا سنتين ، كان حظى جميل جداً انى اشتغلت على طول كProject Manger
وفى مجالى على عكس 99% من الناس اللى بتوصل و بتدور على شغل لمدة شهور طويلة على الرغم من
خبراتها العالية جداً و ممكن كمان يشتغلوا اى شغلانة بسيطة ، مش فى مجالهم طبعاً ، علشان يفضل
معاهم دخل مش اكتر.. أنى لاقيت شغل على طول مش شطارة منى ، إنما تقدر تقول كدة أن ربنا سترها
معايا ، مش اكتر.
طيب ليه ؟ هو مفيش شغل فى استراليا يعنى ؟ لا طبعاُ فى شغل ، امال إيه الموضوع !! فين المشكلة ؟!!
... ده بقى السؤال اللى هاحاول اجاوب عليه هنا وعلشان اعرف اجاوب محتاج ارجع لورا شوية حوالى 18
سنة.
فى مصر اشتغلت من بعد التخرج على طول ولمدة 16 سنة فى اكبر شركات القطاع الخاص لصناعة
البرمجيات . بدأت كمطور برامج صغير و على مر السنين و بمجهود كبير و سهر ليلى فى الشغل و تكملة
دراسة و عمل ماجيستير إدارة اعمال ، كبرت فى الوظايف وسبقت اغلب زمايلى و دفعتى و وصلت انى
بقيت مدير لفرع لأكبر شركات البرمجيات فى مصر. مش بس كدة ده انا شاركت فى تأسيس اكبر جمعية
لشركات البرمجيات فى الاسكندرية وشاركت كعضو فى لجنة وزارية لوضع مقترحات مشروعات الخطة
المستقبلية لمصر فى مجال الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات.
فى خلال الفترة ده اتغرز جوايا ثقافة عمل معينة ماحستش بيها ولا بعيوبها إلا فى اخر سنتين لما
اشتغلت هنا (فى استراليا) ، لسه بعافر علشان اتخلص من الثقافة ده ومش عارف .. الثقافة اللى بتخليك
حاسس انا الدنيا ده كلها شغل واى حاجة تانية ممكن تتعمل لو فاضل عندك وقت بعد كدة ، الثقافة اللى
بتخليك حاسس انك على طول فى سباق مع زمايلك علشان توصل لأعلى منصب فى اقل وقت ممكن، اهم
حاجة فى الدنيا انك تبنى ال Career Path بتاعك. بتسيب شغل و تروح شغل تانى علشان انت خبط فى
السقف خلاص و مفيش مجال تكبر اكتر، الثقافة اللى تخليك تققش على مديرك علشان يديلك Title حتى
لو مافيهوش زيادة فى المرتب ، بس الTitle حلو مافيش كلام. كل ده كوم ولو مديرك اتجنن فى مخه
وعاوز يديلك شغل كنت بتعمله من اربع سنين كوم تانى ، ده ممكن يطير فيها رقاب ، وتقول لنفسك ده اى
عيل صغير لسه متخرج يقدر يعمل الكلام ده ، ده إهانة ، طب انا لو حتى وافقت .. الناس هاتقول على إيه ؟
منظرى إيه قدام ال Career Path بتاعى؟
طيب .. انت اساساً علشان تقبل فى الهجرة ، فأنت غالباً هيكون عندك خبرة طويلة نسبياً ، ولو عندك الخبرة
الطويلة نسبياً ده ، غالباُ هاتكون اشتغلت فى شركات كبيرة عندها ثقافة زى اللى انا بحكى عليها ، او
على الأقل الثقافة ده مش غريبة عليك و ده بقى هو الجزأ الأول من سبب الازمة اللى هاتقبلك لما تيجى
هنا.
الجزأ الثانى من المشكلة هنا ، ايوه هنا فى استراليا ، وده بقى بينقسم لثلاث اسباب ، هاتكلم عن كل
سبب فيهم لوحده :
السبب الأول : مفهوم الاسترال عن العمل.
الناس هنا عندها مفهوم مختلف عن الشغل، الشغل بالنسبة لهم هو وسيلة مش غاية ، وسيلة علشان
يجيب فلوس يتفسح ويستمتع بالحياة ، لدرجة انى بحس انهم لو عرفوا يأمنوا مصدر دخل كويس ممكن
يبطلوا شغل خالص، غريبة شوية مش كدة !! طب خد الانقح ، المواطن الاسترالى من حقه يأخذ بدل بطالة
لو مش لاقى شغل بشرط انه يثبت انه بيدور على شغل ، ناس كتيرللأسف بتأخذ الفلوس ده و بتعيش على القد و بتكبر دماغها، و ده انا مابنصحش بيه نهائى.
كان مرة فى واحدة استرالية شغالة معانا وعقدها بيخلص وهاتسيب المشروع ، رحت اسلم عليها و اتمنى لها التوفيق و كدة ، سألتها إذا كانت ظبتت شغل تانى ولا لسة ، كان ردها غريب جداً ، قالت انها مش ناوية تشتغل دلوقتى وإنها نزلت الشغل الكام شهر اللى فاتوا بس علشان كانت عاوزة فلوس توضب الحمام بتاعها ، و انها يمكن تنزل الشغل تانى السنة الجاية كام شهر لو قررت تعمل المطبخ!!!!! أه والله زمبقولك كدة.
واحدة تانية كانت شغالة فى ال Team بتاعى و انا مديرها و كان شغلها مش قد كدة قوى، فكنت بتكلم
معاها على نقاط الضعف و إزاى ممكن تحسنها مش اكتر، قاطعتنى و سألتنى هو انتم عاوزينى امشى ؟
لو عاوزينى امشى قولولى و انا هامشى على طول و هارجع للاوضة الرخيصة اللى كنت مأجرها و هارجع
اخذ بدل البطالة مفيش مشكلة ، ده انا أصلاً نزلت الشغل علشان كنت زهقانة مش اكتر.... والنعمة يا مؤمن
قالت كدة!!!
بعيداً عن أن الوضع بالشكل دة مش محفز للعمل ، و فعلاً فى ناس كتير هنا معترضين على السياسات ده
لنفس السبب ، بس هو ده الواقع حالياً وبالتالى هم مش واخدين موضوع الشغل و ال Career Path على
صدرهم كأنها مسألة حياة او موت زينا.
السبب الثانى : مفيش طبقية "بجد".
طول عمرى بقول على نفسى انى مش طبقى و بعامل الكل بإحترام مهما كان صغير او بسيط او فقير،
بس لما الاقى هنا واحدة دكتورة (استرالية طبعاً) متجوزة عامل نظافة و لا هى و لا هو و لا اهلهم و لا
الجيران ولا المجتمع ولا الناس حاسين ان فى اى مشكلة فى الموضوع ده، يبقى انا اللى لازم اراجع
حساباتى عن موضوع انى مش طبقى ده !! هنا مفيش شغلانة بسيطة و شغلانة كبيرة ، كلها شغلانات
مهمة ، صحيح فى فرق فى المرتبات ، بس مش معنى أن السباك هنا بيعمل فلوس اكتر من مهندس
الكمبيوتر انه اهم منه ، ابسولوتلى .
واحد كان شغال مهندس معانا فى الشركة و اتخنق من الشغل فقرر أنه يستقيل من قبل ما يظبط شغل
تانى ، فاحولت انصحه انه يستنى شوية لحد ما يلاقى شغل تانى الاول وبعدين يمشى، قالى ليه يعنى ،
وهو مستغرب جداً ، ما انا ممكن اشتغل اى حاجة لحد مالاقى الشغل اللى انا عاوزه ، وضرب امثلة زى انه
يشتغل فى Coles وده سوبر ماركت زى كارفور كدة او انه يشتغل عامل امن فى عمارة (بواب يعنى) ، و لما
لقانى مستغرب ، قالى إيه المشكلة طيب ما مديرك بيوصل بيتزا فى الويك اند !!
واحد صاحبى صيدلانى و شغال فى شركة ادوية كبيرة ، كان بيحكيلى عن مدير الشركة بتاعهم قد إيه
بيتباهى انه فى يوم من الايام كان شغال فى اسطبل خيل و بيشيل اللاموخذة من تحت الحصنة بإيديه.
ومن هنا تقدر تفهم ان مفيش ضغط مجتمعى نهائى انك تقبل اى شغلانة ، لا اصحابك هايقولوا من بعد
ما كان مهندس قد الدنيا رايح يشتغلى جناينى ويقصلى نجيل و لا اهل مراتك هايقفشوا عليك
ومايرضوش يجوزوها لك. وبالتالى لما بيعوزوا هنا يدوروا على شغل، شغلانات وفرص الدنيا كلها مفتوحة
قصادهم يختاروا منها زى ما هم عاوزين ، مش زينا بنختار من عينة محدودة و ضيقة جداً ، بعد ما نستبعد
كل الشغلانات اللى ماتعجبش ثقافة مجتمعنا.
السبب الثالث : طبيعة و حجم الشركات
على حسب الاحصائيات الحكومية لسنة 2014 حوالى 68% من الموظفين فى استراليا بيعملوا فى شركات
صغيرة و متوسطة ، الشركات من الحجم ده بيبقى لها متطلبات فى الموظفين بتوعها ، من الاخر كدة هم
عاوزين الموظف السوبر اللى بيعرف يعمل كل حاجة ومستعد يتعلم و يعمل أى حاجة ، لأن زى ما قولنا
مفيش شغلانة صغيرة او عيب تتعمل ، من اول وضع ميرانية للشركة، مرورا بإدارة الشروعات و مفيش
مشكلة تكتب شوية Code لو احتاج الامر و انتهاءاً بغسل كوباية الشاى بتاعتك و خد الزبالة فى إيدك وانت
خارج ، ومش عايتفع تعترض علشان مدير و صاحب الشركة بيمسح البلاط لو فى حاجة وقعت على الارض و
بياخد الزبالة فى أيده وهو خارج.
يعنى إيه !! هو كل الشركات كده ؟!! لا طبعاً ، فى شركات كبيرة جداً جداً فوق ما تتخيل، لو عاوز تهرش هاتلاقى فى موظف شغلته انه يهرش للى عاوز، ده مبالغة طبعاً ، القصد انك هاتكون شغال فى جزئية صغيرة ومش مطلوب منك اى حاجة تانية غير انك تكون متمكن جداُ فى حتتك. بس المشكلة ان الشركات الكبيرة ده بتتأمر و مش بتعين أى حد. يعنى تقعد يومين تظبط ال CV بتاعتك على شغلانة من دول وانت حاسس أن الشغلانة ده اتخلقت علشانك ، او انت اتخلقت عشانها مش فارقة ، وبعدين تقدم فيها وعلى وشك ابتسامة دلوقتى هايشوفوا ال CV بتاعتى و هاينبهروا قد إيه انا اكتر واحد مناسب للشغلانة ده ،
وقبل الابتسامة ما تفارق وشك تلاقيهم ردوا عليك وبيقولولك ، معلش بقى يا معلم لاقينا حد تانى
مناسب للشغلانة اكتر منك ، بس على فكرة ال CV بتاعتك حلوة جداً ، هانحتفظ بيها عندنا علشان
المستقبل، فاتحس احساس زى حصل خير يعنى ، بتحصل إيه المشكلة ، ما فيه ناس تانية كويسة برضو
مش انا الوحيد اللى كويس يعنى وبعدين ده كلها ارزاق ، وبعدين كفاية انهم مقدرينى و عجبتهم ال CV
بتاعتى و هايحتفظوا بيها ، لحد لما تقدم فى شغلانة تانية و تالتة و.... و خمسين و كلهم كلهم بيرفضوك
بس مقدرينك وعاوزين يحتفظوا بال CV بتاعتك ، ساعتها بس هاتحس انها رسالة مسجلة و ان فى
مشكلة تانية انت مش عارفها .
الشركات عموماً بتطلب من ال Recruiter انه يدور لهم على موظفين بمواصفات معينة ، وساعات بتشطرت
، وخصوصاً الشركات الكبيرة، أن الموظف يكون عنده Local Experience يعنى اشتغل فى استراليا فى
نفس نوع الوظيفة عدد معين من السنين وانت وحظك الشركة هاتطلب كام سنة . يادى النيلة ، ما انا لازم
اشتغل فى استراليا الاول علشان يبقى عندى Local Experience فترضوا تشغلونى ، اعملها إزاى ده !!!
مالهومش فيه ، ده مشكلتك وانت تحلها. طيب هم بيطلبوا الشرط ده ليه ؟ هم عاوزين واحد فهم خلاص
هم بيفكروا ازاى ، عرف الكلمات الكتير قوى اللى هى اصلاً مش انجليزى ومعناها ايه و يقصدوا بيها ايه
، زى "I reckon" و"In the arvo" و "Shell be right" بمعنى "انا اعتقد" و "بعد الظهر" و "مفيش مشكلة" ،
المصيبة مش فى كدة بس ، المصيبة انك غاليا مش بتبقى عارف الشركة ولا حجمها وانت بتقدم على
الشغلانة، يعنى بتقدم عميانى و انت عارف ان 99% هاتترفض، ولو اتقبلت هاتكون شركة صغيرة وغالباً
هاينفخوك شغل.
الخلاصة من الأخر أن ثقافة العمل اللى احنا جايين بيها من مصر غير ملائمة لثقافة العمل و طبيعة
الشركات هنا ، وبالتالى لو انت جيت هايكون قدامك تحدى كبير هاتتغلب عليه بطريقة من اثنين ملهومش
ثالث ، الطريقة الاولى إنك تستحمل تشتغل بطريقة مختلفة وممكن تحسها مهينة لإنها اقل كتير من
قدراتك وكمان مش هاتلاقى مديرك مقدر ده ولا واخد باله اصلاً انك فيك اى شئ مميز، لحد ما يبقى
عندك الLocal Experience المطلوبة علشان تروح شغلانة محترمة فى شركة كبيرة . الطريقة الثانية و ده
صعبة جداً أنك تعرف تتخلص من كل العقد اللى اتربت جواك كل السنين اللى فاتت و تتأقلم مع الوضع
الجديد بسرعة وساعتها مش هاتحس أن فى اى مشكلة.
أنا بقالى سنتين هنا متبع الطريقة الاولى و بحاول اوصل للطريقة الثانية و مش عارف.
لو نفسك طويل و بتعرف تتأقلم يبقى تعالى و لو هاتتعب من التغيير ييقى "على وضعك" .
أنا طبعاً استخدمت "على وضعك" علشان تعرف انى متابع و بكدة تبقى المقالة "خلصانة بشياكة"
تعليق